البغداديين - من أهل السان - ليمتحنه، ومعه تلامذة له، وأعلمهم أنه لا يحسن شيئاً، فدخل عليه، وحوله أصحابه، فسلم عليه وقال:" أيها الشيخ! مسألة؟! ". فقال:" ليس هذا موضع مسألتك، ولكن أجلس حتى يخلو الموضع ". فلما خلا أخذ بيد البغدادي، وأدخله إلى مسجد يأوي أليه للخلوة، في وسط الأجمة، فأجلسه في المسجد، وقام هو يركع، فإذا هو بصياح الأسد من كل جانب، فارتعد البغدادي واصفر لونه، فسلم أبو الخير وقال:" هات مسألتك! " فغشى عليه، فحمله أبو الخير على ظهره، ورده إلى أصحابه، وقال:" خذوا شيخكم! "، فلما أفاق هرب من عنده خفية ".
ومن إنشاداته:
أنحل الحب قلبه والحنين ... ومحاه الهوى فما يستبين
ما تراه الظنون إلا ظنونا ... وهو أخفي من أن تراه العيون
ولأبي الخير ولد اسمه عيسى، كان صالحاً أيضاً. طلب من والده الخبز، وكان صبياً فقال: أيما أحب إليك: أعطيك الخبز، وتكون عند السبع؟ أو تكون عندي بلا خبز؟ " قال، فقلت في نفسي:" هو والد، ولا تطيب نفسه أن يتركني مع السبع! " فقلت: " أعطني