للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: " من هواني الدنيا أني لا ابخل بها على أحد، ولا ابخل بها على نفسي، لاحتقارها واحتقار نفسي عندي ".

ولما ورد العراق، جاء الجنيد، فراه أصحابه وقوفاً على رأسه يأتمرون بأمره لا يخطئ أحده بصره عنه، فقال له الجنيد: " يا سيدي! لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين! " فقال: " يا أبا القاسم!. إنما حسن آداب الظاهر عنوان حسن أداب الباطن ".

وقال الجنيد: " مكث عندي أبو حفص سنة، مع ثمانية انفس. فكنت كل يوم اقدم لهم طعاماً جديداً، وطيباً جديداً، وذكر أشياء من النبات وغيرها. فلما أراد ان يمر كسوته، وكسوة أصحابه اجمع فلما أراد ان يفارقني قال: " لو جئت إلى نيسأبور علمناك الفتوة والسخاء! " ثم قال: " هذا الذي عملت كان تكلفاً!. إذا جائك الفقراء فكن معهم بلا تكلف. فإذا جعت جاعوا، وإذا شبعت شبعوا، حتى يكون مقامهم وخرجوهم عندك شيء واحد ".

وقال أبو عثمان: " كنا مع أستاذنا أبي حفص خارج نيسأبور فتكلم علينا، وطابت نفوسنا، فإذا بأيل قد نزل من الجبل وبرك بين يدي

<<  <   >  >>