وقال:" أول من لقيت من المشايخ أبو العباس أحمد بن يحيى، وعلى يده تبت. وأول ما أمرني به كَتَبةُ الحديث، ثم أخذ بعد ذلك في رياضتي.
فأولها أنه حملني إلى السوق، وجلس على باب مسجد، حتى عبر قصاب، فاشترى قطعة لحم، وقال: " احملها بيدك إلى المنزل وارجع "، فأخذتها واستحيت من الناس، فدخلت مسجداً، وتركتها بين يدي، أفكر بين حملها، وأن أعطيها إلى الحمال، فاستخرت الله، وقلت: " لا أخالف الشيخ ". فحملتها، والناس يقولون: " أيشُ هذا؟! "، وأنا أخجل وأسكت، حتى صرت بها إلى منزله. ورجعت أليه، وأنا عرق مستحٍ، فقال: " يا بني، كيف كانت نفسك في حمل هذا اللحم، بعد أن كان الناس ينظرون إليك بعين التعظيم، وأنك من أولاد الملوك؟ ". فحدثته فتبسم وقال: " يا بني قد حمدتُ فعلك، وسترى! ".
وروى عنه أنه قال: " قدم علينا بعض أصحابنا، فاعتل - وكان به علة البطن - فكنت أخدمه، وآخذ منه الطست طول الليل. فغفوت مرة، فقال لي:" نمت؟. لعنك الله! "، فقيل:" كيف وجدت نفسك عند قوله: " لعنك الله؟! "، فقال: كقوله: " رحمك الله ".