للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطريق. قال أبو أحمد: فتحيرت، وعلمت أنه لا يدخل عليه إلا من أدخلته؛ فعدوت وراء الكاغدي، فقلت: أرني الخبز! فأراني، فإذا هو رقاق حار؛ فما أدركني من الوسواس لم أصبر. فلما كان العصر، قلت: أيها الشيخ! ذلك الخبز، من أين؟ قال: لا تكن صبياً أحمق! ذاك جاء به إنسان! فهممت أن أستزيده فسكت "

وقال أحمد بن محمد: " كان بي وجع القولنج، وأعياني علاجه، وإعياء الأطباء معالجته، فما رأيت فيه برءاً، فرأيت الشيخ - يعني ابن خفيف - في المنام بعد موته، فقال لي: مالك؟!. فقلت: هذه العلة!، وقد أعيتني - والأطباء - معالجتها، فقال لي: لا عليك! فإنك غداً تبرأ، ولا يوجعك بعد. قال: فلما أصبحت انحلت طبيعتي من غير دواء، وأقامنيمجالس، وسكن الوجع ".

وقيل: كان به قديماً وجع الخاصرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة. فكان إذا أقيمت الصلاة يحمَل على الظهر إلى المسجد ليصلي، فقيل له: " لو خففت على نفسك كان لك سعة في العلم! " فقال: " إذا سمعتم: " حيّ على الصلاة! " ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقابر ".

<<  <   >  >>