للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على العادة؟ فقوى على شاهد العلم الأول، فبات الفقراء، جياعاً على حالهم، وبت معهم، فضرب على ضرس من أضراسي تلك الليلة، فلم انم، فأشير على بقلعة، فاقترضت نصف درهم، وقلعته به.

ثم خطر بقلبي إخراج النصف دينار. ثم قلت: الدين واجب، فضرب على في الليلة الثانية ضرس آخر، فقلعته. ثم ذكرت النصف دينار، فقلت: لعلى عوقبت بحبسه!. ثم قلت: إنما حبسته للدين. ثم ضرب على ضرس آخر، فهممت بقلعه، فأخرجته قبل الليل، فهتف بي هاتف: لو لم تخرجه لقلعنا أضراسك ضرساً ضرساً! حتى لا يبقى في فيك ضرس واحدا!. قال: فجئت إلى الفقراء وعرفتهم، فقالوا: ما أخرجت القرش الا بعد قلع الضرس ".

وروى انه قام ليلة إلى الصباح، يصيح ويبكى، وينشد:

بالله! فاردد فؤاد مكتثب ... ليس له من حبيبه خلف!

والناس حوله يبكون.

<<  <   >  >>