للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانه يقوم في السماع موافقة الفقراء. فقال أبو على: " مثله - في - حاله - لعل السكون اولى به! ". ثم قال: " امض أليه، فستجده بين كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة حمراء صغيرة، فيها شعر الحسين بن منصور، فاحملها ولا تقل له شيئا، وجئني بها "؛ وكان وقت الهاجرة. فدخلت بيته، فوجدته كما ذكر، والمجلدة على وجه الكتب. فلما قعدت اخذ أبو عبد الرحمن في الحديث، وقال:) كان بعض الناس ينكر على واحد من العلماء حركته في السماع، فرؤى ذلك الإنسان - يوما - جالسا في بيته، وهو يدور كالمتواجد، فسئل عن حاله، فقال: " كانت مسالة مشكلة علىّ، فتبين لي معناها، فلم أتمالك من السرور، حتى قمت أدور! ". فقيل: " مثل هذا يكون حالهم ".

قال القشيري: " فلما رايت ما امرني به أبو على ووصف لي، على الوجه الذي قال؛ وجرى على لسان أبي عبد الرحمن ما كان قد ذكره به، تحيرت وقلت: " كيف افعل بينهما!؟ " ثم فكرت وقلت: " لا وجه إلا الصدق! ". فقلت: " إن الأستاذ أبا علي وصف لي هذه المجلدة، وقال لي: " أحضرها من غير أذن الشيخ!. وأنا اخافك، وليس يمكن مخالفته، فايش تأمر!؟ ".

<<  <   >  >>