ومن كلامه: الظرف هو الأنس بالأوامر، والاستحياش من الزواجر ".
وقال: " الظريف لا يحيف، ويرضى باليسير من الدنيا ".
وسبب سلوكه أنه كان مملوكا لجندي، فرباه وعلمه العمل بالسلاح، وأعتقه؛ ومات سيده، فاخذ رزقه، وتزوج زوجته صيانة لها. قال: " ثم إنه اتفق أن حية دخلت جحراً، فأمسكت ذنبها، فنهشت يدى فشلت، ثم بعد مدة شلت الأخرى بغير سبب أعرفه، ثم جفت رجلاي، ثم عميت ثم خرست؛ فبقيت كذلك سنة، لم يبق لى صحيح غير سمعى، اسمع به ما اكره وأنا طريح على ظهري. فدخلت امرأة على زوجتي، فقالت:" كيف حال زوجك؟ " فقالت: " لا حي فيرجى، ولا ميت فيبلى! " فتألمت من ذلك، واستغثت بالله. فنمت وانتهت وقت السحر، وإحدى يدى على صدرى، فعجبت فحركتها فتحركت، ففرحت ثم حركت رجلي، ثم الأخرى، ثم قمت، ثم رأيت، ثم انطلق لساني بأن قلت:" يا قديم الإحسان!، لك المجد! " ثم صحت بزوجتي فأتتنى، فقصصت شارباً كان لى على زي الجند، وقلت:" لا أخدم غير ربى! "، وخرجت من الدار، وطلقت الزوجة، ولزمت عبادة ربى ".