حكى الشيخ عبد الغفار بن نوح أن الشيخ أبا يحيى كان شابا في حانوت بالسوق وان الشيخ أبا الحسن بن الصباغ. مر به فوقف ساعة ينظر أليه ثم قال لخادمه " هذا الشاب يجيء منه سلطانا ويتزوج بنت الخليفة " وان أبا يحيى قام من الحانوت وصحب أبا الحسن بن الصباغ وتزوج ابنته وكان الخليفة بعده ".
قال " ولقد حدثوني أن الشيخ أبا الحسن كان يأخذه في ليالي الشتاء وينزل في بركة هناك ويقف بها لشدة الوارد الذي يرد أليه وحرارته ".
قال ورأيت طاقة كان ينزل بها في طريق الجبانة وقالوا كنا نسمع بها كدوي الرعد من الوارد الذي يرد عليه وحرارته.
وقال " ولما مات شيخه أبا الحسن قام الفقراء واخذوا ابنه زين الدين وقالوا له " تجلسي مكان الشيخ! " قال " اكذب على الله " ثم أخذة بيد الشيخ أبي يحيى فأجلسه وصحبه " قال " وكان سماطا كسماط الملوك على عادة شيخه " وقال أيضا حكى الشيخ أبو الطاهر إسماعيل بن عبد المحسن المراغي أحد أصحابه انه كان يزن بعد العشاء لكل فقير رطل من الحلاوة.