وأنهى خبرهم إلى الخليفة، فرد أمرهم إلى القاضي. فألقى القاضي يومئذ على أبى الحسين مسائل فقهية. فأجاب عنها، ثم قال:" وبعد! فان لله عباداً اذا قاموا قاموا بالله، واذا نطقوا نطقوا بالله! " وسرد ألفاظاً حتى أبكى القاضى. فأرسل إلى الخليفة، وقال:" إن كان هؤلاء زنادقة، فما على وجه الأرض موحد! " فخلى سبيلهم.
وقال:" حيل بيني وبين قلبي أربعين سنة، ما اشتهيت شيئاً، ولا تمنيت شيئاً، ولا استحسنت شيئاً منذ عرفت ربى ".
وأنشد لنفسه:
ذكرت ولم أذكر حقيقة ذكره ... ولكن بوادي الحق تبدو فأنطق
اذا ما بدا ذكر لذكر ذكرته ... يغيبني عن ذكر ذكرى فأغرق
وأغرق بالذكر الذي قد ذكرته ... عن الذكر، بالذكر الذي هو أسبق