وسئل عن أخلاق الفقراء، فقال:" أخلاقهم السكون عند الفقد، والاضطراب عند الوجود، والأنس بالهموم، والوحشة عند الأفراح ".
وقال:" خرجت في بعض السنين أريد العراق من مكة، ومعي جماعة من الفقراء، فجئنا إلى بئر في بعض المنازل، وليس معنا ما نستقي به. فقطعنا ما معنا من العباء، وشددناه في ركوة، وسقيت أصحابي، ثم أدليته لأشرب، فانقطعت الركوة والحبل، فارتفع الماء حتى شربت، فتعجب أصحابي، فقلت: " مم تتعجبون؟. هذا يسير في القدرة! ".
ودخلنا الكوفة فاجتمع إلى طرف من الصوفية، فجلسوا يسيراً ثم قاموا، وقالوا: " أخوان تحابا، أحدهما عليل! " فقلت: " أنا معكم " فدخلنا على رجل طريح، وآخر ينظر في وجهه. فلما دخلنا قام وجلس ناحية، فجلس أصحابي عند العليل، وأقبلت أنا على الآخر، وكلما أن العليل أن هو. قال أصحابى: " قد مات! " فقال الآخر: " هاه! " وخرجت نفسه، فصلينا عليهما ".