للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: " كنت يوماً جالساً عند معروف، فجاء رجل، فقال له: " رأيت أمس عجباً!. اشتهى أهلي سمكة فاشتريتها؛ فبينا أنا أطلب من يحملها إذا بصبي ملتف بعباءة، معه طبق، فقال: " عم! تحمل عليه؟ " قلت: " نعم! ". فحملها، فمررنا بمسجد يؤذن فيه الظهر، فقال: " يا عم! هل لك في الصلاة؟ ". قلت: " نعم! " فطرحها ودخل المسجد وصلى، فلما أقيمت الصلاة قلت: " صبى توكل على الله في طبقه، ألا أتوكل على الله في سمكة؟! " فتركتها وصليت، وخرجت فإذا هى بحالها؛ فحملها، ثم عاد إلى ما كان عليه من الذكر إلى أن وصل إلى منزلى، فأخبرت أهلي خبره، فقالوا له: " كل معنا! " فقال: " انى صائم " فقلت: " تفطر عندنا؟ " قال: " نعم، فأين طريق المسجد؟ " فدللته عليه، فلم يزل راكعاً ساجداً إلى العصر. فلما صلى العصر جعل رأسه بين ركبتيه إلى الغروب، فصلى. فقلت له: ٠٠ هل لك في الفطور؟ " قال: " على العادة ". قلت: " وما هي؟ " قال: " بعد العشاء ". فلما كان بعدها أخذته إلى البيت، وغلقت الباب؛ وكانت لى ابنة مقعدة في بيت الدار منذ زمان، فبينا نحن في جوف الليل، وإذا بداق يدق باب البيت، فقلت: " من هذا؟ " قلت:

<<  <   >  >>