للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي لو نصب له سنسان على أعلى شاهق في الأرض، وهبت الرياح اليمانية ما حركت منه شعرة واحدة ".

وقعد مرة على الشط، وقال: " أشتهى أن أكل سمكاً مشوياً! " فلم يتم كلامه حتى امتلأ الشط سمكاً. ورؤى ذلك اليوم منه في الشط ما لا يرى مثله، فقال: " إن هذه الأسماك تسألني بحق الله أن أكل منها! " فأكل القوم، وبقى في الطواجن رؤوس وأذناب وقطع. فقال له رجل: " ما صفة الرجل المتمكن؟ ". فقال: " أن يعطى التصريف العام في جميع الخلائق. وعلامته أن يقول لبقايا هذه الأسماك: قومي فاسعى! فتقوم فتسعى " ثم أشار الشيخ أليها، فكان كما ذكر.

ورآه ابن أخته عبد الرحيم أبو الفرج، ورجل قد نزل عليه، فقال له: " مرحباً بوتد المشرق! ". فقال له: " إن لي عشرين يوماً لم آكل ولم أشرب! وأريد أن آمر هذا الأوز الذى في السماء، فتنزل واحدة مشوية! " ففعل، فنزلت كذلك، ثم أخذ حجرين من جانبه فصارا رغيفين، ثم مد يده إلى الهواء فأخذ كوز ماء، فأكل ذلك وشرب ثم طار. فقال الشيخ لتلك العظام: " اذهبي باسم الله! " فذهبت سوية وطارت.

وقال قبل موته: " أنا شيخ من لا شيخ له، أنا شيخ المنقطعين ".

<<  <   >  >>