* فأما قوله:(لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتم هذه الآية) يعني قوله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله} فالذي أراه في ذلك، وكان الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله يشير إلى بعضه، أنه لم يكن الذي كتمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر زينب حتى قال لزيد لما أراد أن يطلقها:(أمسك عليك زوجك واتق الله) ما يستبق إلى خواطر الجهال من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وحاش له من ذلك، هوى بها، بل إنها كانت من الصلاح والزهد في الدنيا وإرادة ما عند الله عز وجل صالحة؛ لأن تكون زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان من المتعين أن يقول لزيد: إن زوجك هذه لا تصلح إلا لي لينزل عنها زيد وتكون زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما وقف عن الصدوع لهذا الحق مراعيا لقلوب الآدميين من أجل ما عساه أن يقذفه الشيطان في نفوسهم من ذلك نزل القرآن بقوله:{وتخفي في نفسك ما الله مبديه} أي من هذا الأمر غير ذلك، فكان هذا من بركة تزويج زينب بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت فيها سنن منها: أن العرب تأنف من نكاح الحرة إذا وطئها عبد بنكاح، فبين الله عز وجل، إنما أنزل في هذه القصة من نكاح النبي (١٣١/ أ) - صلى الله عليه وسلم - لزينب إبطال ما كانت عليه العرب من ذلك فقال الله تعالى:{لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا}.
* وفي الحديث ما يدل على أن تزويجها من فوق سبع سموات.
* وفيه ما يدل على أن زيدا لما عرف أنها من حاجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عظمت في صدره.