* وفيه أيضا أن الاستخارة لله تعالى في أقضية مستحبة، فإن زينب تقول: ما أنا بصانعة أمرا حتى أؤامر ربي، وهو دليل على ما قلناه من أنها لم تكن تصلح إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا جرم أنها لما آمرت ربها، تولى هو جل جلاله إنكاحها، ولم يفوض ذلك إلى ملك ولا غيره.
* ويستحب أن يتقدم الصلاة على الدعاء لقوله: فقامت إلى مسجدها.
* وقوله:(فدخل عليها بغير إذن) يدل على حسن ائتمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفهمه عن ربه عز وجل حين قال له:{زوجناكها}.
* ومعنى تخمر عجينها يحتمل وجهين:
أحدهما: أنها تجعل فيه الخمير.
والثاني: تغطيه.
* وقولها:(أؤامر ربي) أي أستخيره.
-١٥٢٥ -
الحديث الثامن:
[عن أنس، قال: سقط النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فرس فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده؛ فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا، فصلينا وراءه قعودا، فلما قضى الصلاة قال:(إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين).