* وقوله:(فغطى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوههم لهم خنين)، والخنين: كالبكاء مع مشاركة في الصوت من الأنف، وهذا يدل على رقة قلوب الصحابة.
* وقوله:(كان إذا لاحى) الملاحاة المنازعة والمخاصمة.
وأحفوه في المسألة: استقصوا عليه.
-١٥٢٧ -
الحديث العاشر:
[عن أنس، قال:(لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة؛ قدموا وليس بأيديهم شيء، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤونة، وكنت أم أنس بن مالك، وهي تدعى أم سليم، وكانت أم عبد الله بن أبي طلحة، وكان أخا لأنس لأمه، وكانت أعطت أم أنس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عذاقا لها، فأعطاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مولاته- أم أسامة بن زيد-، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، قال: (فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمي عذاقها، وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مكانهن من حائطه).
وفي رواية ابن خالصة، زاد مسلم قال ابن شهاب:(وكان من شأن أم أيمن إنها أم أسامة بن زيد، أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت (١٣٢/ ب) من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما توفي أبوه كانت أم أيمن تحضنه، حتى كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقها، ثم أنكحها زيد ابن حارثة، ثم توفيت بعدما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أشهر).