للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وفيه أيضا أن المنيحة إذا استغني عنها أعيدت إلى أصحابها لقوله: (فلما فتحت خيبر اعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سليم عذاقها).

* وفيه أيضا أن الرجل إذا أعطى فقيرا منيحة كانت عنده ثم أراد رد المنيحة إلى مالكها لاستغنائه عن قبول المنايح، عوض ذلك الفقير من غيرها، ورد المنيحة إلى أصحابها لأنها لم تكن تمليكا للأصول، واستساغ الفقير قبولها في حالة الفقر، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم لما ردها عوض أم أيمن من عنده لئلا يقطع برا قد كان بدأ به.

-١٥٢٨ -

الحديث (١٣٣/ أ) الحادي عشر:

[عن أنس، أن ناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: (يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم). قال أنس: (فحدث ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قولهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم غيرهم.

فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ما حديث بلغني عنكم؟)، فقال له فقهاء الأنصار: أما ذوو رأينا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به). قالوا: بلى، يا رسول الله، قد رضينا، قال: (فإنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة؛ فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض)، قالوا: سنصبر).

<<  <  ج: ص:  >  >>