النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرًا (٢٢٦/ ب) قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط)].
* في هذا الحديث ما يدل على أن مقدار نعيم الإنسان من أول عمره إلى يوم موته، وإن عاش أطول الأعمار، ويغمره ويغلب عليه _حتى ينسى كل شيء كان منه- صبغة واحدة في النار، وكل بؤس يناله الآدمي في الدنيا على طول عمره يغمره ويغلب عليه -حتى ينسى ذكره- غوطة واحدة في الجنة فلا أغبن من يبيع تلك الحسنة بشيء من هذه السيئة، فالله سبحانه وتعالى يعيذنا ويسلمنا من آفات هذه الدنيا، إنه على كل شيء قدير.
-١٨١٤ -
الحديث السابع والأربعون:
[عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات)].
* قوله: حفت الجنه أي أحيطت بالمكاره، وذلك أن المكاره هي ما يكرهه