* وفيه أنه يجري بين المرأتين الصالحتين ما يندمان على أثره بدليل قوله: حتى استحثتا أي رمت كل واحدة صاحبتها بالتراب، وإنما قال أبو بكر: يا رسول الله اخرج واحث في أفواههن التراب لأنه كان ذلك في بيت ابنته (٢٨٨/ أ) عائشة أراد زجرهن بذلك.
* وقد دل الحديث على حسن مداراة النبي - صلى الله عليه وسلم - أزواجه وصبره عليهن، فيعلم كل إنسان أن هذا من أفضل العبادة فإن بلي رجل بمثل هذا بين امرأتين له فلا ينبغي أن يخرج ذلك عن مقدار جده؛ حيث قد جرى لنساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهن من أفضل نساء العالمين بما تقدم ذكره.
* والقول الشديد الذي قاله أبو بكر رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها هو التوبيخ فإنه شديد على مثلها.
* وفي هذا الحديث ما يدل على أن بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن فيه ليلتئذ مصباح لكونه جعل يده على زينب ظانًّا أنها عائشة فقالت: أنا زينب.
-١٨٢٠ -
الحديث الثالث والخمسون:
[عن أنس، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينًا ينظر ما فعلت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيري، قال: لا أدري ما استثني بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم، فقال: إن لنا طلبة، فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم في علو المدينة، فقال: لا إلا من كان ظهره حاضرًا، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -