للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه)].

* قد سبق شرح قوله: (لترون ربكم).

* وفيه من الفقه: أن عدل الله سبحانه وتعالى وإعذاره إلى عباده بلغ إلى أن يقول جل جلاله للواحد من خلقه يا فل! يعني يا فلان باسمه، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل؟ فيعترف بذلك كله اعترافا لا يمكنه غيره؛ لأن أحوال هذه الأشياء كلها شاهدة عليه.

* وترتع: (بالتاء) أي: تنبسط فيما شئت، وتربع (بالباء) أي: تأخذ المرباع، والمرباع ما كان يأخذه الرئيس من الغنيمة، وترأس: أي تكون رئيسا، فإذا حمل هذا الشخص إلى النار كان حمله من جملة كرامات الإيمان في الدنيا؛ لأنه لو كان يتناول العفو من لم يؤمن بالله لكان ذلك مسويا بين الإيمان والكفر تعالى الله عن ذلك، فإذا أقر هذا الكافر على نفسه أنه لم يكن مؤمنا بالله ولا استدل شيء من هذه النعم التي أنعم بها عليه يوما من الدهر على حاله كان ذلك إيضاحا كافيا عند الخلائق، ثم يحمل إلى النار بعدل الله سبحانه وتعالى وحقه.

وكذلك الآخر، ثم يجاء بعدهما بالمنافق، وهو الذي يظهر الإيمان ويسر الكفر، فيقرره الله بنعمه، فلا يمكنه جحدها ثم يسأله عن الإيمان به، فيدعي على الله ما لم يكن، فلذلك يقول عز وجل: ها هنا إذن؟ فيجوز أن يكون المعنى ها هنا أيضا أي: إنك قد بهت المخلوقين، ثم تعدى ذلك بك إلى أن بهت

<<  <  ج: ص:  >  >>