يكون في قلب الناطق، فإذا كان القول مما شأنه الجد لم يناسب ذلك أن يكون في صورته نوع إهمال ولا فتور، كما أنه إذا شرع في نطق بمقتضى التدقيق والتلطيف لم يناسب ذلك أن يكون صورته على حالة غضب ولا دفع صوت فذلك يكون في الحالين زيادة إفهام للمعنيين.
* وفيه أن الواعظ والمحدث إذا أتى من صورته وحاله بما يتكلفه ليفهم السامعين؛ لم يكن ذلك رياء.
* وقوله:(أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) الحديث، وهذا يدل على ما ذكرنا في مسند أبي هريرة، أي إن قضاه في الفيء.
* وقوله:(خير الحديث) يعني القول كتاب الله، وخير الهدي: هدي محمد، والهدي: السمت والدال، ويعني بهذا أنه من ذهب في سمته وداله ولبسته ومشيته إلى غير ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الحق.
* وقوله:(وشر الأمور محدثاتها) يعني كل ما أحدث بعده في كل شيء إذا كان مخالفا لما شرعه - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك قوله:(كل بدعة ضلالة) إذا كانت مخالفة أيضا، وأصل البدعة من حيث الاشتقاق: الانفراد، فصاحبها ينفرد بها من جهة أنه ابتدأها، ومنه قوله: أبدع بي أي أفردت، فلما لم يرها المسلمون حسنة، كانت ضلالة.
* وقوله:(أنا والساعة (١٣٢/ب) كهاتين) يعني ليس بيننا شيء إلى الساعة، فأما تزول وتنتهي؛ فإنه يدعو إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.