* وقوله:(من ثلاثين ليلة) اي من ممر ثلاثين ليلة، قال الشاعر:
لمن الديار بقنة الحجر .... أقوين من حجج ومن شهر
أن (من) لا تخبر بها عن الزمان إلا ب قدير فعل.
* وفيه أيضًا من حسن الصحبة أن لا يضيف الرجل رجلًا غريبًا لا يعلم علمه إلا عن إذن من صاحب أمره إذا كانت الحال في مثل حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحال أبي بكر، فإنه لا يأمنه أن يكون جاسوسًا لعدو أو طليعة لمشرك أو نحو ذلك.
* وفيه أيضًا أن لا يحقر ما قدم للضيف على حسب ما يتفق لقوله (فجعل أبو بكر رضي الله عنه يقبض من زبيب الطائف)(وغبرت) بمعنى بقيت.
* وقوله (وجهت لي أرض) أي جعلت وجهة لي.
* وفيه دليل عن أن الإسلام من النساء مقبول، وأن لم يعرفن أدلة النظر، فإن أم أبي ذر قالت:(لا رغبة لي عن دينكما) فجعلت الدلالة على صحة ما انتقلت إليه إسلام ولديها.
* وفي الحديث دليل على ان القوم أسلموا وصلوا جماعة، لأنه كان يؤمهم إيماء بن رخصة.
* وفي هذا الحديث أيضًا ما يدل على انه إذا اتفق في القول ما يجانس فيه كان أولى من غيره، لأنه أحلى في السمع وأقرب إلى الحفظ لقوله - صلى الله عليه وسلم - (غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله) إلا أن هذا إذا اتفق فذاك، وأما إذا تكلف له تكلفًا بغير المعاني فلا.
* وقوله (فإنهم قد شنفوا إليه وتجهموا) شنفوا له أبغضوه ونفروا منه. والشنيف المبغض (وتجهموا) تلوت وجوههم واستقبلوه بالمكروه.