صلوات الله عليه وعليهم، هو تشريف الرسالة وكرامة النبوة، حتى أخذ من هذا ملوك الدنيا ما يعتمدونه عنه استخدامهم خدمة وزير لهم، يبدؤونه بإظهار تقريب منزلته، وإدنائه منهم، ومشافهته بالقول المشعر بالتحكيم، وتجديد الملابس عليه، وإخدام الأولياء له وغير ذلك؛ حتى يعرف الكل من حديثهم معه أنه الواسطة بين مخدومهم وبينهم، كما أن الأنبياء واسطة بين خالقهم عز وجل وبين عباده.
* وفيه من الفقه ان السماء سقف محفوظ، وأنها ذات أبواب لا تفتح إلا بأمر الله سبحانه ولها خازن.
* وفيه أيضًا ما يدل على أنها جسم كثيف لقول الخازن لجبريل استفتح: من هذا؟ ولو كانت كما يزعم المنجمون جوًا متخرقًا لكان يراه فلا يحسن أن يقال له: من هذا؟
* وقوله:(هل معك أحد) دليل على ما قلنا.
* وقوله:(نعم، معي محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأرسل إليه؟) يدل أيضًا على أن جبريل عليه السلام إذا تنزل في أمر من أمر الله لا تعلم به الملائكة حتى يهبط إلى الأرض فيقضي بأمر الله ثم يعود، ويجوز أيضًا أن يكون قوله لجهل (أو قد أرسل إليه؟) استخبارًا مبتكرًا.
* وفيه من الفقه أيضًا أن آدم - صلى الله عليه وسلم - في السماء الدنيا، وبعض ذريته فوقه، فهو يفرح بذريته، فإن كان قد قصر بدرجته على سماء الدنيا شيء (١٦٧/ ب) من الخطيئة التي كان سولها له إبليس، على أن الله تعالى قد أخبرنا بأنه تاب عليه وهدى، والله أعلم بذلك.
* (فأما نظره إلى الأسودة عن يمينه وعن شماله وهي نسيم بني آدم، وأنه إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى) أما ضحكه لأجل أن ما قبل يمينه من أهل الجنة، فيسر بدخول أجزاء منه إلى الجنة، فإن ذريته أبعاضه، وهذا يشهد لما ذكرنا من أنه يسره علو درجات ذريته فوقه. فأما بكاؤه إذا نظر قبل