أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة ولم يدخل النار. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم].
* فيه من الفقه: أنه لما آثر أبو ذر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاف أن لا يؤثر رسول الله عليه ذلك تبعه في ظل القمر. فجمع في ذلك بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين ترك التقديم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صحبته عن غير إذنه.
* وفيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رآه على ذلك لم ينكر عليه، وقال له (تعاله) بهاء السكت، وهي كلمة مباسطة لأنه انتهى إليها الكلام فوقف عليها.
وهي مشتقة من الأمر بالعلو فإذا وقف عليها بالهاء فقد أمره بالعلو ثم قطع الكلام على ذلك.
* وفيه أيضًا أن المكثرين هم يوم القيامة المقلون، وأن الأحوال قد تنقلب يوم القيامة فيعود الفقراء ملوكًا والملوك فقراء إلا من أعطاه الله خيرًا فنفح فيه عن يمينه (١٦٩/ أ) وعن شماله ومن بين يديه ومن ورائه، ونفح بالعطاء أي أظهره، ونفح الطيب ظهور رائحته، والنفح والنفحة ظهور الأمر بسرعة والمراد: أنه يعطي في حقوق الله عن يمينه فيمن هو من أهل يمينه، ويكف عن تناول ما ليس له بحق من جانب شماله فيمن يستعين عليهم بأهل شماله، فإن أهل يمين الإنسان أهل خيره وبره، وأهل شماله أهل غوايته وفساده، ومن بين يديه يجوز أن يكون منه ما أحياه من سنن دراسة وحقوق عاطلة، ومن ورائه ما يتركه بعده من خير ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح أو علم ونحو ذلك.
* أما كونه أجلسه في قاع وحوله حجارة، ففيه من الفقه ما يدل على أن الصاحب إذا خلف صاحبه في مكان ليعود إليه اختار له موضعًا يعرفه به حتى إذا عاد إليه وطلبه لم يضل عنه.
* وفيه أيضًا من الفقه أن من مات من هذه الأمة لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة،