وإن أتى من الزنى والسرقة وشرب الخمر، لأن ذلك إنما يطرأ على الفرع فلا يتعدى إلى نقص الأصل، وهو الإقرار بأن لا إله إلا الله.
* وفيه أنه ينبغي للمؤمن إذا حدث عن فضل الله وكرمه بشيء واسع فلا يستنكره ولا يستبعده. ألا ترى إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: على رغم أنف أبي ذر؟ وقد جاء في القرآن هذا المعنى مفسرًا وهو قوله عز وجل:{قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق}.
* وفيه أيضًا ما يدل على فضل الثياب البيض.
وفيه أيضًا من البشرى أنه قال:(ولم يدخل النار) حتى لا يتوهم أنه يدخل الجنة بعد أن يخرج من النار، ففسر بهذا الحديث أنه يدخل الجنة ولم يدخل النار، وأرغم الله أنف فلان أي ألصقه بالرغام. والرغام التراب، وأنا أفعل كذا وإن رغم أنفه أي وإن كره ذلك.
-٣٥٧ -
الحديث الرابع:
[عن أبي ذر قال: أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالظهر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أبرد)(أبرد) أو قال: (انتظر انتظر).
وقال:(إن (١٦٩/ ب) شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة. قال أبو ذر: حتى رأينا فيء التلول].