خاصة، أخذًا بهذا الحديث وقوله:(إنه شيطان) فإنه كما وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والذي أراه في ذلك أن إبهام لونه إشارة إلى إبهام حاله من حيث أن الشياطين يتصورون في الجثث الكثيفة فيكون إذا مر بين يدي المصلي أوهم قرناءه أن الصلاة كانت لي أو نحو ذلك، وإنما جر ذلك على المصلي إخلاله بالسترة، فلذلك قطع صلاته من حيث أنها وقعت في مقام ادعاها الشيطان، فتعين استئناف العبادة الله من أولها.
-٣٧٨ -
الحديث الحادي عشر:
[عن أبي ذر، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يميتون الصلاة، أو قال: يؤخرون الصلاة عن وقتها) - قلت: فما تأمرني؟ قال:(صل الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة)
وفي رواية:(فإن اقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصل (أخرى) فإن أدركتك (يعني الصلاة) معهم فصل، ولا تقل إني صليت فلا أصلي).
وفي رواية:(أن أبا ذر قال: إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدع الأطراف، وأن أصلي الصلاة لوقتها)].
* في هذا الحديث من الفقه أنه إذا رأى الإنسان الأمير يصلي، وقد كان هو صلى أعاد الصلاة معه، ولا يقل إني قد صليت لئلا يتوهم فيه أنه لا يرى الصلاة خلفه ومعه.
* وفيه أيضًا: أنه إذا كان من الأمراء من يؤخر الصلاة عن وقتها، فإنه يصلي الصلاة لوقتها، فإن أدركها معه صلاها ثانيًا.