وصفت بأنها آنية الجنة، وكذلك ما يشتهى من الجنة هذا وصفه والموضوع في الإناء بمقدار إرادة الشارب من قوله عز وجل:{قدروها تقديرًا}.
* وقوله:(أشد بياضًا من اللبن) وذلك لأن البياض أبعد من الكدر والقذى، ولا يتوارى فيه شيء من ذلك. وفي هذا دليل على خلاف ما يقوله قوم من أن الماء لا لون له.
* وقوله:(آخر ما عليه) يعني آخر ما عليه من الظمأ أي فلا يعاوده ظمأ.
* وقوله:(يشخب فيه ميزابان) الشخب: هو ما اندفع من اللبن، وهو على معنى السكب إلا أنه يستعمل في الضرع، ويعني به (١٨٢/ أ) أن مدده غير منقطع لأنه من الجنة.
* وقوله:{عرضه مثل طوله} فيه ما يدل على أن التربيع غير مكروه كما يزعم المنجمون بل التربيع أن يكون العرض مثل الطول وهذا صفة حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* وقوله (يشخب فيه ميزابان من الجنه) آلة مادة الحوض من الجنة، وآلة تفرقة ما فيه من الجنة، وذلك مشعر بأنه جزء من الجنه، وإنما قال:(ميزابان) ولم يقل ميزاب واحد، وقد كان الواحد يجزئ لأن الاثنين أقل الجمع، فلم يكن واحدًا لئلا يتوهم التقليل قلة الاحتفال، ولم يكن غاية الجمع لئلا يوهم أن آلات الجنة يؤثر فيها قلة العدد.
* فأما معنى الحوض لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فالذي أراد أنه - صلى الله عليه وسلم - من العرب، ومن شأن العرب إكرام الضيف، والحوض يومئذ يضيف أهل الجمع يشرب منه الأولون والآخرون.