[عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل رأيت ربك؟ قال:(نور أنى أراه))
* أما (أنى) فإنها وجوه، والأحاديث المتفق على صحتها قد شهدت بأن الله تعالى يُرَى، وأن المؤمنين يرونه بأبصارهم، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه. فأما هذا الحديث فمن وجوهه أن يكون معنى النور: أن رؤيته حق، فشبهها لكونها حقًّا بالنور وقال:(أنى أراه) أي متى أراه، فيكون التقدير متى أراه اشتياقًا إلى رؤيته.
-٣٨٥ -
الحديث الثامن عشر:
[عن أبي ذر، قال: قلت يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: (يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة، خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها).
وفي رواية لمسلم:(يا أبا ذر (١٨٣/ أ) إني أراك ضعيفًا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم)].
* في هذا الحديث من الفقه المؤمنين يكون فيهم القوي، ويكون فيهم الضعيف، وأن الانتقاد في ذلك إلى العالم، فإن أبا ذر ظن أنه يصلح له العمل ليعامل الله عز وجل به، فعلم منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعفه الذي بان برهانه بخلافه