لمعاوية في مسألة الكنز، وأنه ضاق ذرعه عن احتشاد من احتشد إليه حتى طلب الوحدة فأذن له عثمان رضي الله عنه فصار إلى الربذة؛ فلهذا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنك ضعيف) والعمل إنما يصلح للأقوياء الذي لا يؤثر فيهم العمل إلا جدًّا في الحق، وزهدًا في كل ما علموا فيه.
* وفي هذا الحديث أن الإشفاق من المصحوب ينبغي أن يبلغ إلى الغاية التي بلغ إليها إشفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي ذر في قوله (إني أحب لك ما أحب لنفسي). وقد دل هذا الحديث على خطر الإمارة وأنها أمانة، وأي أمانة، وأنها على الأكثر والأغلب خزي وندامة في يوم القيامة، إلا من أخذها بحقها، ويعني بقوله (إلا من أخذها) بما فيها من حق مجمعًا على أدائه فيها.
* ثم قال:(وأدى الذي عليه فيها) والمعنى أنه يفي بأداء تلك الحقوق.
* وقوله:(فلا تأمرن على اثنين) يصح منه لأبي ذر رضي الله عنه بعد ما أخبره بضعفه.
* وقوله:(ولا تولين مال يتيم) فإنها راعى - صلى الله عليه وسلم - ضعف أبي ذر عن القيام بحفظ مال اليتامى كما ينبغي؛ وإلا فقد قال الله تعالى في اليتامى:{ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير}.
-٣٨٦ -
الحديث التاسع عشر:
[عن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط).
وفي رواية:(ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا).