وهديًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ابن أم عبد، حتى يتوارى بجدار بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: أن ابن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة)
* في هذا الحديث أن السمت والهدي والدل قريب بعضه (١٩٥/ ب) من بعض وهو السكينة والوقار.
* وفيه أيضًا ما يدل على أن السائلين عن ذلك أرادوا أن يأخذوا ذلك عن طريق الصورة إذ هو أبلغ في الإفهام من ذكره نطقًا.
* وفيه أيضًا ما يدل على أن ابن أم عبد، وهو عبد الله بن مسعود كان من أقرب الصحابة شبهًا بسمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وقاره وسكينته.
* وأراد بقوله:(نأخذ عنه) يعني ذلك السمت فيما نأخذه عنه.
*وقوله:(حتى يتوارى بجدار بيته) يعني الذي نراه من دله وهديه وسمته ظاهرًا معنا فيه هو أقرب شبهًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك هو الذي نراه فيما بيننا ومعنا، فأما إذا واراه جدار بيته فلا أعلمه؛ لأن ذلك قضية يشهدها من عرفها من وراء جدار عبد الله.
* وقوله:(ولقد علم المحفظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -) يعني الذين حفظهم الله من أن لا يشهدوا إلا بالحق، وقوله:(من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -) من ها هنا ليست للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس، فمعنى قوله:(من أصحاب محمد) أي جميع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.
* وقوله:(أقربهم إلى الله وسيلة) لا أرى الوسيلة التي عناها حذيفة إلا القرآن العظيم.