* في هذا الحديث من الفقه أن كل مؤمن يخوف على نفسه النفاق، وأن حذيفة لما رأى عبد الله بن مسعود في حلقته المحفوفة بالأخيار من أصحابه أراد أن يخوفهم من النفاق، ويزيل العجب عنهم بقوله:(لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم) فقلنا: سبحان الله، فإن الله عز وجل يقول:{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} وهذا يدلك على ما ذكرناه، وأنه إنما أخبرهم بذلك لما رأى حالهم حال اشتغال بالعلم وقراءة القرآن وإنها مظنة العجب، وتبسم عبد الله بن مسعود إشارة إلى أنه فهم مقصود حذيفة في قوله ذلك.
* وفيه أيضًا أن حذيفة رمى الأسود بن يزيد بالحصى فأتاه فقال: عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قلت: وهو يدل على ما ذكرناه.
* وفي الحديث دليل على جواز أن يدخل الرجل العالم إلى حلقة العالم ثم يعتزلها ويجلس وحده لمعنى يخصه على معنى ما فعل حذيفة أو لضيق الحلقة أو غير ذلك ولا يكون هذا إعراضًا عن العلم ولا داخلًا في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي رجع عن الحلقة (وأما هذا فأعرض عن الله فأعرض الله عنه).
* وفيه أيضًا دليل على جواز رمي الرجل صاحبه في المسجد بالحصى.
* وفيه دليل على أن المؤمن قد تعرض له حادثة من خطيئة ثم يتوب منها ويغفرها الله تعالى له فيعود إلى حاله الحسنى.
* وفيه أن التوبة من النفاق تصح.
-٤٠٦ -
الحديث الثامن:
[عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والدل والهدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأخذ عنه قال: ما نعلم أقرب سمتًا ودلًا