* فيه من الفقه ما يدل على أن المأوى للمرء مكان طمأنينته، وأوى أي اطمأن.
* وقوله:(باسمك اللهم أحيا وأموت) تكون هذه الباء بمعنى (على) أي: على اسمك أحيا وأموت، ويكون ذاكرًا بنومته حال موته، وبهبوبه حال حياته.
* ثم قال: فإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) وذلك يدل على أنه ذكر بالاستيقاظ من النوم حال النشور في القيامة. وقوله إليه النشور يحتمل وجهين أحدهما: النشور من القبور متوجه منه إليه سبحانه. والثاني: أن النشور إليه سبحانه ولاية وعلمًا.
* وأما إفراده بقوله (باسمك اللهم أحيا وأموت)، وقوله:(الذي أحيانا) بلفظ الجمع، فلأن في قوله (باسمك اللهم أحيا وأموت) ذكر تخصيص، وقوله (الذي أحيانا) يجمع ذلك كل مستيقظ من نومه، فلما كان تعميمًا اقتضى الجمع.
-٤٠٥ -
الحديث السابع:
[عن الأسود النخعي قال: كنا في حلقة عبد الله، فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم: ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم، فقلنا: سبحان الله، فإن الله عز وجل يقول:{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} فتبسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصى، فأتيته، فقال حذيفة: عجبت من ضحكه، وقد عرف ماقلت: لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرًا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم.
وفي رواية فقال: اللهم إنهم لما تابوا كانوا (١٩٥/ أ) خيرًا منكم].