[عن حذيفة أنه قال:(يا معشر القراء، استقيموا، فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، وإن أخذتم يمينًا وشمالًا، لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا)].
* في هذا الحديث من الفقه أن القارئ إذا استقام فإنه يسبق غيره سبقًا بعيدًا فلا يدرك شأوه غيره، وأنه إن أخذ عن القرآن وحدوده يمينًا وشمالًا مع كونه هو له مبلغًا، ومن جملة حملته فقد ضل ضلالًا بعيدًا إذ الهدى كله فيما هو حامله فإذا أخذ عنه يمينًا وشمالًا فقد سلب الهدى وضل ضلالًا بعيدًا.
* وهذا يكون تأويله (١٩٤/ ب) على فتح السين من قوله (سبقتم) فأما قوله (سبقتم) بضم السين وكذلك روي لنا، فلا أراه إلا على سبيل التحريض والبعث والحفز لهم على اللحاق بمن سبقهم من المجاهدين وذوي المقامات المشهورة في المواطن، والله أعلم.
-٤٠٤ -
الحديث السادس:
[عن حذيفة قال: كان النبي إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أحيا وأموت). وإذا أصبح، وفي رواية: إذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)].