للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني بالآية: قوله تعالى: (فقاتلوا أئمة الكفر).

فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد تخبرونا أخبارًا ما ندري ما هي؟ تزعمون أن لاينافق إلا أربعة، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفساق، أجل لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير (١٩٤/ أ) - لو شرب الماء البارد لما وجد برده].

* فيه من الفقه أن حذيفة صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنافقين وأئمة الكفر.

* وقوله تعالى: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} يجوز أن يكون معناه قاتلوهم حيث لا أيمان لهم عليكم، ويجوز أن يكون: قاتلوهم إنهم لا أيمان لهم لأنهم يغدرون في أيمانهم فلا أيمان لهم.

* وقوله: (لم يبق من المنافقين إلا أربعة) يعني والعالم الله سبحانه المنافقين الذين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

*وقول الأعرابي: (إنكم أصحاب محمد تخبرونا أخبارًا ما ندري ما هي تزعمون أن لا منافق إلا أربعة فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا -أي يفتحونها- ويسرقون أعلاقنا) أي نفيس أمتعتنا، فإنه ظن الأعرابي أن بقر البيوت وسرق الأعلام نفاق حتى فسر له حذيفة وبين له أن قال: (أولئك الفساق) فأما المنافقون فلم يبق منهم إلا أربعة يعني المنافقين الذين ذكرناهم آنفا.

* وقوله: (أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده) يعني من الكبر وهذا إنما ذكره حذيفة على معنى أن الله استأصل شأفة النفاق وأظهر الحق، وأبطل الباطل بحوله وقوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>