يقول: أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة العشاء، ثم ذكر نحوه إلى قوله:(لا يقصر ولا يبطش إلا كذلك). ثم قال: قلت لعطاء: كم ذكر لك أخرها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلتئذ؟ قال: لا أدري. قال عطاء: أحب إليَّ أن أصليها إمامًا وخلوًا، أو على الناس في الجماعة، وأنت إمامهم فصلها وسطًا، لا معجلة ولا مؤخرة.
وفي رواية لمسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شُغل عنها ليلة، فأخرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا، ثم قال:(ليس أحد من أهل الأرض الليلة ينتظر الصلاة غيركم).
* في هذا الحديث جواز إذكار الإمام بالصلاة ودعائه إلى الخروج إليها.
* وفيه استحباب تأخير العشاء ما لم يشق على المأمومين، وقد تقدم ذكر ذلك.
* وفيه أنه يستحب تأخيرها ما لم تخف غلبة النوم، فإن النوم قبلها مكروه.
* وفيه أن شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن محلوقًا؛ لأنه قال: خرج وهو يقطر رأسه، ولا يقطر إلا من الشعر الوافر.
* وفيه أيضًا ما يدل على أن تفرد الإنسان بعبادة دون أهل الأرض في وقت ينيله فضلاً؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس في الأرض من ينتظر الصلاة غيركم).