فانطلق سنان معه ببدنة يسوقها، فأزحفت عليه بالطريق، فعيي بشأنها، إن هي أبدعت كيف يأتي بها؟ لئن قدمت يأتي البلد لأستحفين عن ذلك، قال: فأصبحت، فلما نزلنا البطحاء قال: انطلق إلى ابن عباس نتحدث إليه. قال: فذكر له شأن بدنته، فقال: على الخبير سقطت، بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة بدنة مع رجل وأمَّرهُ فيها. قال: فمضى ثم رجع، فقال: يا رسول الله! كيف أصنع بما أبدع عليَّ منها؟ قال:(انحرها، ثم اصبغ نعلها في دمها، ثم اجعله على صفحتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رُفقتك).
* قوله:(أزْحفت) أي وقعت من الإعياء. وقوله:(عيي بشأنها) أي أنه لم يدر ما يصنع، يقال: عيي فلان بكذا إذا تحير فلم يدر كيف المخرج منه. وقوله:(لأستحفين في السؤال عنها) أي لأستقصين في السؤال عنه، والحفي بالشيء هو المعتني به والمستقصي في البحث عنه.
وقوله:(فأصبحت) أي انقادت.
وقوله:(فلما نزلنا البطحاء) البطحاء والأبطح كل مكان متسع منفسح تجعل فيه الحصى الصغار يُبطح به.
وقوله:(اصبغ نعلها في دمها) أي اغمسه فيه، وألطخه به، ثم اجعله على صفحتها (٦٠/ب) ليكون ذلك علامة يعرف بها الناظر أنها هدي.