نأتي إلى حكم السلام في البداية وفضله، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:«لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» وجاء في الباب أخبار عدة.
واختلف أهل العلم في حكم الابتداء بالسلام: فقال بعضهم: إنه واجب، وذهب أكثر أهل العلم إلى أن الابتداء إنما هو سنة مؤكدة، واتفقوا جميعهم على أن الرد فرض، والمؤلف هنا مشى على أن الابتداء بالسلام سنة، والقول بالوجوب قول قوي، ولكن عامة أهل العلم على أنه سنة مؤكدة.
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير»(١).
فالسنة جاءت بأن الصغير يسلم على الكبير، وأن الماشي على الجالس، وأن القليل على الكثير، وأن الراكب يسلم على الماشي، ومعناه أنه مؤكد في حق الصغير، ومؤكد في حق الماشي، وفي حق القليل، وحق الراكب.
أما ابتداء السلام فيجوز:"سلام عليكم"، والأفضل أن يكون معرفًا:"السلام عليكم"، وكذلك يكون:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وفي الرد إن شاء قال:"وعليكم السلام"، بالواو، وإن شاء قال:"عليكم السلام"، وترك الواو ما ينبغي، وإن
(١) أخرجه عبد الرزاق (رقم: ١٩٤٤٥)، أحمد (رقم: ٨١٤٧)، والبخاري (رقم: ٦٢٣١)، وأبو داود (رقم: ٥١٩٨)، والترمذي (رقم: ٢٧٠٤).