للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديث بُرَيْدةَ بن الحُصَيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها= فقد كفر». أخرجه أصحاب «السنن» (١).

- وأما سائرُ الواجبات بعد أركانِ الإسلام الخمسة؛ فلا يختلفُ أهلُ السنة أنَّ فعلَها شرطٌ لكمال إيمان العبد، وتركَها معصيةٌ لا تخرجه عن الإيمان.

وينبغي أن يُعلم أنَّ المراد بـ «الشرط» هنا: معناه الأعم، وهو: ما تتوقف الحقيقة على وجوده، سواء كان ركنًا فيها أو خارجًا عنها، فما قيل فيه هنا: إنه شرطٌ للإيمان= هو مِنَ الإيمان (٢).

وهذا التفصيل كلُّه على مذهب أهل السنة


(١) الترمذي (٢٦٢١) ـ وقال: حسن صحيح غريب ـ، والنسائي (٤٧٠)، وابن ماجه (١٠٧٩)، وصححه: ابن حبان (١٤٥٤)، والحاكم في «المستدرك» (١١)، وقال ابن تيمية في «شرح العمدة» ٢/ ٦٥، وابن القيم في «الصلاة» ص ٦٨: «على شرط مسلم»، وصححه ـ أيضًا ـ جمعٌ من المتأخرين.
(٢) فالمؤلف عبَّر بـ «الشرط» عن «الشرط» و «الركن» معًا؛ لأنهما يتفقان في أن كلَّ واحد منهما يتوقف وجود ماهية الشيء عليه، لكن الركن داخل في الماهية؛ كالركوع للصلاة، والشرط خارج عنها، كالوضوء لها.
انظر: «جامع المسائل» ٣/ ٣١٧، و «شرح مختصر الروضة» ٣/ ٢٢٧.

<<  <   >  >>