تاسعًا: يحيى بن سعيد القطان، ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة.
عاشرًا: هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، أبو النضر، لقبه قيصر، ثقة، ثبت.
فهذا يؤكد أن ذكر الأذنين ليس محفوظًا في هذا الحديث، وأن خطأ ما قد وقع على ما دون أحمد، فإن أحمد رواه في "المسند" من ثلاثة طرق -عن غير وكيع- من غير ذكر الأذنين. وقد أورد هذا الحديث هكذا دون الزيادة الأخيرة فيه: ابن عبد البر في "الاستذكار": (١/ ١٧٢) و"التمهيد": (٤/ ٣٣ - ٣٤) وابن حجر في "التلخيص الحبير": (١/ ٨ - ٨٢) و"فتح الباري": (١/ ١٦٢).
وهذا كله يؤكد ما ذهبنا إليه، والله أعلم.
وقد أطلعت الشيخ الألباني -فسح الله مدته- على ما رقمت في سلخ شعبان سنة ١٤١٣ هـ، فذكر لي: أن لفظة "الأذنان من الرأس" في طريق الطبراني، التي كان قد قال عنها:"أغفلها كل من خرج الحديث من المتأخرين" شاذة غير صحيحة، وأنه -حفظه الله- دون ذلك على حواشي نسخته من "الصحيحة" لتأخذ مكانها في طبعة جديدة، أو في أول فرصة تسنح له بذلك، والله الموفق، وله الحمد على نعمه السابغة.
انتهى كلامه بطوله جزاه الله خيرًا.
ثم رأيت تراجع الشيخ رحمه الله في الطبعة الجديدة لـ "السلسلة الصحيحة" في الاستدراكات وهي آخر القسم الثاني (ص ٩٠٣) لكنه يرى أن الحديث باجتماع طرقه يتقوى.