الربيع ومنه ما ينبت من الحب كما ينبت البقل وفرق ما بين دق الشجر والبقل أن الشجر تبقى له أرومة على الشتاء ولا يبقى للبقل شيء. وأهل الحجاز يقولون هذه الشجر. وهم الذين يقولون هي البرُّ وهي الشعير حتى إنهم ليقولون هي الذهب لأن القطعة منها ذهبة وبلغتهم هذه الآية:{الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله} ولولا هذه اللغة لقال: ولا ينفقونه لأن المذكر غالب للمؤنث إذا اجتمعا. الذهب مذكر والفضة مؤنثة. والمشجّر من التصاوير ما يصوّر على صفة الشجر. وبعضهم يقولون: شجر بينهم أمر أو خصومة أي اختلاف واختلاط. وكذلك اشتجر بينهم. واشتجر القوم وتنازعوا وتشاجروا أي اختلفوا كما قال الله جلّ وعزّ:{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم} والشجر مفرج الفم. وقال في وصف الفحل:
ينحي إذا ما جاهل ترمرما ... شَجَرا لأعناق الدواهي مِحْطما
وإذا تدلّت أغصان شجر أو ثوب فرفعته وأخفيته قلت: شجرته. فهو مشجور، قال العجاج في وصف الثور:
وشجر الهُدّاب عنه فجفا ... بسلهبين فوق أنف أذلفا
وقال أيضا:
رفع من جلاله المشجور
يعني جلال السفينة. وهو غطاء واحد تغشّى به السفينة. وكذلك جِلال