للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تكون الجزرة إلا من الغنم ولا يقال: أجزرته ناقة أي أعطيته جزورا.

وقال الخليل: الجزر بفتح الجيم وسكون الزاي انقطاع المدّ، تقول مدّ البحر والنهر في كثرة الماء وفي الانقطاع جزر جزرا وهما يجزران. والجزيرة أرض في البحر ينفرج منها ماء البحر فتبدو. وكل أرض لا يعلوها السيل ويحدق بها في جزيرة والجزيرة كورة بجنب الشام. والجزيرة بالبصرة أرض نخل بين البصرة والأبلة خصّت بهذا الاسم. والجزيرة جزيرة العرب وهي محلّتها لأن البحرين بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحاطت بجزيرة العرب، وهي أرضها ومعدنها. وقالوا: هي ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن طولا وما بين يبرين إلى منقطع السماوة عرضا. ويقال: من عدن أبْيَن إلى ريف العراق طولا، ومن جُدّة وما والاها من ساحل البحر إلى أطوار الشام. وفي الحديث: (أنه أمر بإجلاء اليهود من جزيرة العرب) فيرون أن عمر رضي الله عنه رأى إخراج نصارى أهل نجران من اليمن إلى سواد العراق وإجلاء يهود خيبر إلى الشام لهذا الحديث.

وقال الخليل: الجزر بفتح الجيم نحر الجزّار الجزور. والفعل جزَر يجزُر والجزارة بضم الجيم حقه الذي يعطى من جزور الميسر إذا نحرها وقسمها وقال الشاعر:

وأعطي السباء وأعطي الجزارا

ويقال: إنما تسمى الجُزارة جزارة لأن الجزّار كان إذا نحر جزورا أخذها. والجزارة اليدان والرجلان والعنق سمّيت به لأنها لا تقسم في الجزور، قال ذو الرمة يصف الظليم:

<<  <   >  >>