وقد علمنا أن النصف لا يكون شعرا إلا بتمام النصف الثاني على لفظه وعروضه، لأن الله تبارك وتعالى يقول:{وما علّمناه الشعر وما ينبغي له} والرجز المشطور مثل ذلك النصف وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
فهذا على المشطور، ولو كان شعرا ما جرى على لسانه صلى الله عليه وسلم، لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:{وما علّمناه الشعر وما ينبغي له}.
قال الليث: لما ردّوا على الخليل قوله إن المشطور ليس من الشعر قال: لأحتجن عليهم بحجّة إن لم يقرّوا بها كفروا. فعجبنا من قوله حتى سمعنا حجته. وأمّا الرجز فمصدر يرجُزون ويرتجزون. الواحدة الأرجوزة. والجميع الأراجيز. والفعل رجَز يرجُز رَجَزا ويرتجزون ارتجازة وهو رجّازة ورجّاز وراجز. والرَّجْز الفعل. والرِّجازة شيء يعدل به مثل الحمل وهو شيء في وسادة أو في أديم إذا مال أحد الشقين وضع في الشق الآخر ليستوي تسمّى رجازة الميل. والرجازة مركب دون الهودج من مراكب النساء، قال الشمّاخ:
ولو ثقفاها شرّجت بدمائها ... كما جلّلت نضو القرام الرجائز
والرجائز نسيجة عرضها ثلاث أو أربع .... يحسن بها القرام. والرجز العذاب، كل عذاب أنزل على قوم فهو رجز. والرجز بضم الراء وسكون الجيم عبادة الأوثان. ويقال إثم الشرك كله رجز ولذلك يقرأ بعضهم:{الرِّجز فاهجر} وقراءة أخرى: {والرِّجز فاهجر} واحد.