حتى انجلى البرد عنه وهو محتقر ... عرض اللوى أزلق المتنين مدموم
قال أبو حاتم: وأسماء جحرة اليربوع سبعة، القاصعاء والنافقاء والدامّاء والراهطاء والغابياء والحاثياء واللغز. فأما القاصعاء فإنه يحفر حِجره فإذا فرغ ودخل فيه سدّ فم الحجر بتراب يجيء به من داخل الحجر، وإنما ذلك لكيلا تدخل عليه حية ولا دابّة. ويقال قد قصع اليربوع إذا سد باب جحره، قال ابن قيس الرقيات:
إني لأخلي لها الفراش إذا ... قصّع في حضن عرسه الفرق
والدامّاء باب جحره الأول يسوّي عليه التراب فيكون بمنزلة الدمام فتراه كأنه طبق والقاصعاء باب جحره ينقبه بعد الدامّاء في موضع آخر. ثم قاصعاؤه تراب يسدّ به باب ذلك الجحر، يقال: قد قصّع مشدد وكل سادّ مقصّع. ويقال للجرح إذا شرق بالدم قصّع بالدم، مشدّد أيضا. ويقال للبعير قصع بجرّته، مخفّف إذا ملأ فاه جرّة. والجرّة إخراجه من جوفه ما لم يستوف مضغه وكذلك الشاء وكل ما اجترّ. وأمّا النافقاء فإنه يعمد إلى مكان من داخل جحره فيرقّقه فإن دخل عليه دابّة أو حرّكه إنسان ضرب ذلك برأسه فهشمه وخرج منه فذهب وإنما يستعدّه لذلك. ويقال استخذ اليربوع نافقاء. وانتفق من نافقائه ويأتيه الإنسان فينفّقه فإن وافق نُفقته أخذه وربما لم يجد نافقاء فيرسب في الأرض سُفْلا فلا يقدر عليه.