قَالَ ابنُ إِسْحَاقَ: وَلَمَّا كتَبَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لثَقِيْف كتابَهُمْ أمَّر عَلَيْهِم عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، وَكَانَ مِنْ أَحدَْثِهِم سِنًّا؛ وذلكَ أَنَّهُ كانَ مِن أَحْرصِهِم عَلَى التَّفَقُّهِ فِي الْإِسْلامِ وتَعَلُّم الْقُرْآنِ.
فَلَمَّا افْتَتَح النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة، وفرغَ مِنْ تَبُوك، وأَسْلَمَتْ ثَقِيْف وبايَعَتْ؛ ضَرَبَتْ إِلَيْهِ وفودُ الْعَرَب مِنْ كُلِّ وجهٍ، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْعَرَب تَربَّص بالْإِسْلام أَمْرَ هذا [ق/٢٠/أ] الْحَيّ مِنْ قُرَيْشٍ؛ وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا إمامَ النَّاسِ، وَهَادِيَهُمْ، وأهلَ الْبَيْتِ والْحَرَمِ، وصريحَ وَلَدَ إسْمَاعِيلَ، وقادةَُ الْعَرَب لا يُنَكْرُونَ ذَلِكَ، فَلَمَّا افْتُتِحَتْ مَكَّة وَدانَتْ قُرَيْشٌ؛ عَرفَتِ الْعَرَبُ أَنَّهُ لا طَاقَةَ لَهُمْ بحَرْب النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم وَعَدَاوَتِهِ، فَدَخَلُوا فِي دِينِ اللهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ: أفواجًا: يَضْرِبُونَ إِلَيْهِ مِنْ كلِّ وجهٍ.
مَنْ رَوَىَ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام اسْمُهُ "حَكِيْم"
٥١١- حَكِيْم بْنُ حِزَام أَبُو خَالِد:
٥١٢- حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: حَكِيْم بْنُ حِزَام بْنِ خُوَيْلِد مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِها، أَسْلَمَ يَوْم فَتْحِ مَكَّة، وشَهِدَ حُنَيْنًا مُسْلِمًا، وَكَانَ مِمَّنْ نَجَا يَوْم بَدْرٍ، فَكَانَ إِذَا حَلَفَ بِيمينٍ؛ قَالَ: لا والَّذِي نَجَّانِي يَوْم بَدْرٍ.
٥١٣- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ: حدثنا الْعَلَاء بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيّ، قَالَ: حدثنا مَنْصُور بْنُ زَاذَان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين، عَنْ حَكِيْم بْنِ حِزَام، قَالَ: نَهَىَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أربعِ خصالٍ فِي البيعِ، عَنْ سَلَفٍ وبيعٍ، وشَرْطَيْنِ فِي بَيْعٍ، وبيعكَ مَا لَيْسَ عِنْدِكَ، وربحِ مَا لَمْ تَضْمَن"، كَذَا قَالَ مَنْصُور: عَنِ ابنِ سِيرِين، عَنْ حَكِيْم بْنِ حِزَام.
وَتَابَعَهُ: أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute