للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أبو داود (١) ، عن جابر بن عبد الله قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخلَّف في المسير، فيُزجِي الضعيفَ ويُردفُ، ويدعو لهم» .

قوله: «يُزجي» أي: يسوق برفق، والإزجاء: دفعُ الشيء وسَوْقُه. قال الله -تعالى-: {يُزْجِي سَحَاباً} (٢) [النور: ٤٣] .

قال مالك (٣) : «ينبغي لإمام الجيش ألاَّ يعجل على أصحابه، وأن يكون في وسطهم، ويبعث سراياه؛ لئلاَّ يقطع بالناس، وهو يستحب أن يكون في آخرهم، ويقدِّم الناس، وقد كان عمر بن الخطاب إذا كان في السَّفر، كان في آخر الناس، حتى يقدِّم المعتلّ بعيره والضعيف» .


= وطلحة بن زيد القرشي، أبو مسكين. قال أحمد: «ليس بذاك، قد حدَّث بأحاديث مناكير، وقال: ليس بشيء، كان يضع الحديث» ، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يعجبني حديثه» .
وقال البخاري، والنسائي: «منكر الحديث» ، وقال النسائي -أيضاً-: «ليس بثقة» .
وقال الحافظ ابن حجر: «متروك» . وانظر: «التهذيب» (٥/١٥) ، و «التقريب» (٢٨٢) ، و «المجروحين» (١/٣٨٣) ، و «الجرح والتعديل» (٤/٤٧٩) ، وغيرها.
قلت: فهذا إسناد مسلسل بالضعفاء؛ من مجاهيل، ومتروكين، فهو ضعيف جداً، لا يصلح شاهداً، ولا يُفرح به.
ولكن ثبت من هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يشاور أصحابه، كما في غزوة أحد، والأحزاب. تصديقاً منه لقول الله -تعالى- {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} . وانظر: «الدر المنثور» (٢/٣٥٨-٣٥٩) .
(١) في «سننه» في كتاب الجهاد (باب في لزوم السّاقة) (رقم ٢٦٣٩) من طريق أبي الزبير، أن جابر بن عبد الله حدثهم به. وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (٢/١١٥) .
وهو صحيح. انظر: «صحيح سنن أبي داود» لشيخنا الألباني -رحمه الله-.
(٢) انظر: «المفردات» للراغب (٢١٢) ، «عمدة الحفاظ» للسّمين (ق ٢١٨) ، «غريب الحديث» (١/١٦٨) للحربي.
(٣) انظر: «البيان والتحصيل» لابن رشد (٢/٥٥٢-٥٥٣) ، «النوادر والزيادات» (٣/٣٢) .

<<  <   >  >>