للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الناس: «أنَّ من ضيَّقَ منزلاً، أو قطع طريقاً فلا جهاد له» .

فاجتمع معنى الحديثين على أنَّ التضَامَّ في المنزل، بحيث لا يقطع ذلك حقوق المارَّة وغيرهم مُستحبٌ، والتفرُّق مكروه، وكذلك التضييق المخلُّ بالحقوق؛ لا يجوز (١) .

في تعبئة الصفوف وآداب القتال

قال الله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: ٤] ، وقال -تعالى-: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: ١٢١] .

خرَّج البخاري (٢) ، عن حمزة بن أبي أُسيد، عن أبيه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ حين صففْنَا لقريشٍ وصفّوا لنا: «إذا أَكْثَبُوكمْ فَعَليكُمْ بالنَّبْلِ» .

وفي كتاب أبي داود مثله (٣) ، وزاد: «إذا أكثبوكم -يعني: غَشَوْكُم- فارموهم بالنَّبل، واسْتبقُوا نَبْلَكُم» .

الكثب: القُرب، يقال: أكْثَب الشيء والصَّيْدُ، وأَكْثَبَكَ: قَرُبَ منكَ.


(١) انظر تفصيل ذلك في «البناية» (١٠/٢٠٦) للعيني، «الفتاوى الخانية» (٣/٢٢٢) ، «تحصيل الطريق إلى تسهيل الطريق» (٩٨-٩٩) لابن الشّحنة، «رياض القاسمين» (ص ٢١٤-٢١٥) للأدَرْنوي الحنفي، «المعيار المعرب» (٣/٣٠٧ و٨/٤٤٨) ، «الإعلان بأحكام البنيان» (١/٢٨٨- ط. دار إشبيليا؛ أو ص ٨٨- ط. مركز النشر الجامعي المغربي) لابن الرامي، «البيان والتحصيل» (٩/٤٠٥-٤٠٦) ، «الفوائد النفيسة الباهرة في بيان حكم شوارع القاهرة في مذاهب الأئمة الأربعة الزاهرة» (ص ٢٣-٢٦) لأبي حامد المقدسي الشافعي، «روضة الطالبين» (٤/٢٠٤) ، «حاشيتا قليوبي وعميرة» (٤/ ٢٠٧) ، «المقنع» (٢/١٢٨) ، «الإنصاف» (٥/٢٥٥) ، «كشاف القناع» (٣/٤٠٦) .
(٢) في كتاب الجهاد والسِّير (باب التحريض على الرَّمي) (رقم ٢٩٠٠) . وفي كتاب المغازي (باب منه) (رقم ٣٩٨٤ و٣٩٨٥) .
(٣) في كتاب الجهاد (باب في الصفوف) (رقم ٢٦٦٣) .

<<  <   >  >>