للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخلاصة]

يُلحظ أن معنى الشطر: البُعْد، وقد استُعمل أوَّلاً في البُعد عن الخير، ولم أجد له معنى حسناً في القرون الأولى ... وكان يُطلق على اللصوص ومَن أعيى أهلَه خُبثاً.

ثم ورد بعد ذلك استعماله في البعد عن الشر، والبعد عن الأقران ونحوهم بالتميز والحذق، وأول ما وُجد استعماله في ذلك عند الصوفية، ثم شاع، وابتُذِل عند العامة ــ كما في قول ابن الأثير والقلقشندي ـ.

ثم أصبح في زماننا هذا في القرن الخامس عشر يُطلق على الماهر والمتميز حُسْناً، ولايكاد يُستخدم في غيره، ولا يستخدم عند الصوفية فيما يظهر لي ـ والله أعلم ـ.

ومع ما سبق لم أجد استخدامها ـ عند العلماء ـ في المدح إلا قليلاً ...

فالأولى والأحسن اجتنابها، لأمرين:

١. لعدم ورودها في المعاجمِ اللغوية وكلامِ العلماء الأولين دالَّةً على المدح والحذق.

٢. ولقلة استخدامها في كلام المتوسطين والمتأخرين من أهل العلم والأدب في مقام المدح.

ومما يستغرب شيوعها في زماننا، وكأنها الكلمة الوحيدة في المدح والتميز.

وقد يقال: بأن أصل الشطر البُعد، والاغتراب، وهذان موجودان في شخص تميز وحذق عمله، وابتعد عن مستوى أقرانه ...

<<  <   >  >>