للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأما ما كان يتعاطاه غيرُهم من التأنق في الأطعمة المتنوعة، والألوان الشهية، فلم تكن العرب تعرفها، ولا كانت تمر على أذهانهم) (١)

[دخول الأطعمة الفارسية والرومية البلاد العربية]

قال الأصمعيُّ (ت ٢١٦ هـ) - رحمه الله -: اختصم روميٌّ وفارسيٌّ في الطعام، فحَكَّما بينهما شيخاً قد أكلَ طعام الخُلفاء، فقال: أمَّا الرُّومِيُّ فذهب بالحشو والأحشاء، وأما الفارسيُّ فذهب بالبارد والحَلْواء. (٢)

قال العلامة: كُرد علي (ت ١٣٨٢ هـ) - رحمه الله -: (الأطعمة في الأمم تابعة لحضارتها، تكون بسيطة في الأمة البدوية ومركبة منوعة في الأمة الحضرية كما هي إلى السذاجة في الريف والتنوع في المدن.

وذكَر أن أطعمة العرب: «سكان جزيرة العرب من تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن»، في جاهليتها على النزر القليل الذي انتهى إلينا من أخبارها قبل الإسلام، كانت إلى السذاجة والفطرة خصوصاً في البلاد التي هي إلى الإجداب أقرب منها إلى الإخصاب؛ لقلة أمطارها وعصيان تربتها على الاستنبات.

إلى أن قال:


(١) «بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب» (١/ ٣٧٠ و ٣٨٠).
(٢) «عيون الأخبار» لابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) (٣/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>