للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وأما طريقة النقل من تلك المصادر]

فينقل باختصار، مع العزو إلى الكتاب (١)، وربما يختصر من الكتاب دون أن يشير إلى ذلك، خاصة إن كان النقل من مصدرين، أو مصدر مع زيادة عليه، وهذا الصنيع عادة متبعة، ولا تستنكر في القرون السالفة (٢)


(١) ينظر مثلاً: «إرشاد الساري» (١/ ٤٧٧)، (٣/ ٢١١، ٢٠٩)، (٥/ ٤٦، ٤٧، ١٠٢)، (١٠/ ٣١، ٨٦، ١٤٣، ١٧٩).
(٢) ينظر: «كتب حذر منها العلماء» للشيخ: مشهور سلمان (٢/ ٣٧٢).
فائدة: حصلت منافرة شديدة بين القسطلاني والسيوطي، قال العيدروس في ... «النور السافر» (ص ١٦٥)، وعنه: ابن العماد في «شذرات الذهب» (١٠/ ١٦٩) في ترجمة القسطلاني: (ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغضُّ منه، ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمدُّ منها، ولا ينسبُ النقلَ إليها، وأنه ادَّعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا (الأنصاري)، فألزمه ببيان مُدَّعاه، فعدَّد مواضع قال: إنه نقل فيها عن البيهقي، وقال: إن للبيهقي عدَّةَ مؤلفات فليذكر لنا ذكَرَ في أي مؤلفاته؟ لنعلم أنه نقل عن البيهقي.
ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقل عن البيهقي فنقله برُمَّتِه، وكان الواجب عليه أن يقول: نقل السيوطي عن البيهقي.

وحكى الشيخ جار الله ابن فهد أن الشيخ - رحمه الله - قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة إلى باب السُّيوطي، ودقَّ الباب فقال له: مَن أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئتُ إليك حافياً، مكشوف الرأس؛ ليطيب خاطرُكَ عليَّ، فقال له: قد طابَ خاطري عليك ولم يفتح له الباب، ولم يقابله.
قال العيدروس: وبالجملة فإنه كان إماماً حافظاً مُتقِناً، جليلَ القدر، حسَنَ التقرير والتحرير، لطيفَ الإشارة، بليغَ العبارة، حسنَ الجمعِ والتأليف، لطيفَ الترتيب والترصيف، زينةَ أهل عصره ونقاوةَ ذوي دهرِه، ولا يقدحُ فيه تحاملُ معاصريه عليه، فلا زالَتْ الأكابر على هذا في كل عَصر). انتهى من «النور السافر».
وقد كتَبَ السيوطي إثر هذه المنافرة مقامتَهُ الشهيرة: (الفارق بين المصنف والسارق)، وهذا كلُّه من باب كلام الأقران وتغايرهم، يُطوى ولا يُروى، ومن نظر في مؤلفات القسطلاني عَلِمَ دقته وأمانته، وكثرة عزوه للمصادر ـ رحم الله علماء الإسلام جميعاً ـ.
وانظر في مسألة كلام الأقران: «كلام الأقران بعضهم في بعض» لمصطفى باحو، و ... «موقف علماء الجرح والتعديل من جرح الأقران» د. عماد بن علي بن حسين.

<<  <   >  >>