للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وما وصف الله سبحانه به نفسه أو وصفه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فهو صفات الله عز وجل على حقيقته لا على سبيل المجاز".

وعلى هذا الاعتقاد: جمع أمير المؤمنين القائم بأمر الله رضوان الله عليه من حضره مع الوالد السعيد -أي القاضي أبي يعلى- من علماء الوقت وزاهدهم: أبو الحسن القزويني سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وأخذ خطوطهم باعتقاده) (١) اهـ.

فانظر إلى هذه العقيدة التي انتشرت في الآفاق، ووقع عليها العلماء، وقُرئت في المساجد والمدارس. وفيها التصريح بأن صفات الله تعالى على الحقيقة لا المجاز.

- إمام أهل اللغة أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري الهروي (٣٧٠ هـ)

قال عند قوله تعالى {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة٢١٠: (فالغمام معروف في كلام العرب، إلا أنا لا ندري كيف الغمام الذي يأتي الله عز وجل يوم القيامة في ظلل منه، فنحن نؤمن به ولا نكيّف صفته، وكذلك سائر صفات الله عز وجل) (٢) اهـ.

وهذا ظاهر في إثبات الإتيان لله تعالى على الحقيقة، ولأجل ذلك عرّف الغمام، ونفى كيفية الإتيان.


(١) طبقات الحنابلة (٢/ ٢١٠).
(٢) تهذيب اللغة (٣/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>