للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتسرع إليه بالهجاء. قال سعيد بن سلم: عرض لي أعرابي فمدحني فبالغ فقال:

ألا قل لساري الليل لا تخش ... ضلة سعيد بن سلم ضوء كل بلاد

لنا سيد أربى على كل سيد ... جواد حثا في وجه كل جواد

فتأخر عنه بره قليلا فقال:

لكل أخي مدح ثواب علمته ... وليس لمدح الباهلي ثواب

مدحت ابن سلم والمديح مهزة ... فكان كصفوان عليه تراب

وقال قتيبة بن مسلم الهبيرة بن مشموخ الكلابي: أي رجل أنت؟، لو كان أخوالك غير سلول!. فبادل بهم. قال: أيها الأمير بادل بهم من شئت وجنبني عبساً وباهله.

قال أبو قلابة الجرمي: حججنا مع أبي جزء عمرو بن سعيد بن سلم. قال: وكلنا في داره وهو إذ ذاك بهي وصبي، فجلسنا في المسجد الحرام إلى قوم من بلحارث بن كعب لم أر أفصح منهم، فلما رأوا هيبة أبي جزء وإعظامنا إياه، قال قائل منهم: أمن أهل بيت الخليفة أنت؟. قال: لا، ولكني رجل من العرب. قال: ممن؟. قال: رجل من مضر قال: أعرض ثوب الملبس. من أيها عافاك الله؟.

قال: من قيس. قال: أين يراد بك؟ صر إلى فصيلتك التي تؤويك. قال رجل من بني سعد بن قيس: اللهم عفوا. قال: من أيها عافاك الله؟ قال: من بني يعصر. قال: من أيها؟ قال: من باهلة. قال: ثم عنا. قال أبو قلابة: فأقبلت على الحارثي فقلت: أتدري من هذا؟. قال: ذكر أنه باهلي. قلت: نعم. هذا أمير بن أمير بن أمير هذا عم وأمير ابن سعد أمير بن سلم أمير بن قتيبة أمير. فقال الحارثي: الخليفة أعظم أم الأمير؟. قلت: الخليفة. قال: والله لو عددت له في الخلافة أضعاف ما عددت له في الأمارة لما كان باهليا ما عدا الله قريشا. قال: فكادت نفس أبي جزء تخرج، فقلت له: أنهض بنا، فهو لأشر الناس أحياء.

<<  <   >  >>